هناك عدد كبير من المشاريع الصغيرة التي تفشل بعد مرور فترة وجيزة من إنشائها، وغالبا ما يتم إرجاء أسباب هذا الفشل إلى قلة خبرة أصحابها، وافتقارهم إلى أساليب الإدارة والتسويق. في حين يشير مستشارون اقتصاديون إلى وجود أسباب أخرى على بساطتها، تؤثر بطريقة غير متوقعة على حظوظ نجاح أي مشروع. فما يلي سنعرض أهم أسباب فشل تلك المشاريع:-
- التقليد الأعمي
التقليد الأعمي لمشروعات قائمة وموجودة دون النظر في جدوى قيمته المادية وعوائده الربحية، إلى جانب نفعه وحاجته إلى المجتمع من خلال اتخاذ القرارات السريعة والبدء مباشرةً بالخطوات العملية والتنفيذ غير المدروس مسبقاً.
- نقص المعلومات الحيوية
نقص أو عدم توفر المعلومات الحيوية والضرورية لترجمة الفكرة والطموح إلى مشروع ناجح يكون قادرا على الصمود والنمو. فضلا عن المعلومات التسويقية حول المستهلك المستهدَف و المنافسين من أجل بناء خطة تسويق ناجحة. غالبا ما يكون صاحب المشروع الصغير غير واعي ومدرك لأهمية هذه التفاصيل وقد يتجاهلها ويفتتح مشروعه بناء على الحدس والتخمين والارتجال، ويصبح نجاحه مجرد لعبة حظ.
- رأس المال الزائد
بديهي أن رأس المال القليل يعطي للمشروع فسحة ضيقة للعمل وهو ما قد يقلل فرص نجاحه. لكن ما لا تعلمه الغالبية أن رأس المال الزائد يعطي في الغالب أثرا سيئا. كيف؟ حين يكون راس المال كبيرا، فإن أصحاب المشاريع الصغيرة يميلون إلى إنفاقه يمنة ويسرة ويركزون على الامور الهامشيةوالمظاهر (المكاتب الفاخرة مثلا) وينشغلون عن الأمور الأساسية والهدف الأول : إنجاح المشروع.
- سيولة غير كافية للاستمرار
المال هو شريان الحياة لأي عمل أو مشروع تجاري مهما كان صغيرا، ومن الاسباب التي تقتل المشروع في مهده الدخول برأس مال أقل من اللازم لا يمكن صاحبه من مواجهة الظروف أو الموسمية.
- عدم الفصل بين موارد المشروع والموارد الشخصية
المشروع الناجح يتطلب إدارة مالية وفق أسس سليمة. وغالبا ما يخلط أصحاب الاعمال والمشاريع الصغيرة بين مواردهم الشخصية و موارد المشروع، فلا يفصلون بين نفقاتهم الشخصية ومصروفات المشروع.. وهكذا يعتبر سوء الإدارة المالية والمحاسبية من اسباب فشل المشاريع الصغيرة أيضا.
- اللجوء إلى الأقارب والمعارف
إن طريقة اختيار فريق العمل سيحدد إذا ما كان سينجح المشروع أم سيفشل. إن توظيف الأصدقاء والأقارب دون مراعاة عامل المهارة و الخبرة في مجال عمل المشروع، يعتبر سببا رئيسيا من اسباب فشل المشاريع الصغيرة و المتوسطة.
- إهمال دراسة الجدوى التسويقية
الجانب التسويقي لأي مشروع يكون حاسما في نجاحه، التسويق علم وفن بدأت تظهر أهميته في سوقنا في الآونة الأخيرة، التسويق باختصار يقوم على دراسة رغبات واحتياجات القطاع السوقي الذي نريد أن نخدمه ودراسة الفرص التسويقية مسبقا ثم نقوم بإشباع هذه الحاجات. إهمال الجانب التسويقي أصبح في الوقت الراهن سببا آخر لفشل المشاريع الصغيرة.
- غياب الرؤية الواضحة
عدم وجود استراتيجية مستقبلية لنمو وتطوير الأعمال والارتقاء بالمشروع الصغير من خلال بحث وتقييم الفرص والبدائل، تعتبر من أبرز العوامل التي تؤدي بدورها إلى فشل استمرار المشروع التجاري الصغير وبقائه.
- الغرور بالنجاح الأول
كثير من المشروعات الصغيرة نجحت فافترض أصحابها أن الوضع سيستمر، فأدى ذلك إلى الجمود والتقاعس والإهمال والغرور أحيانا.. إننا في
عصر يتغير فيه السوق وتتغير أذواق المستهلكين بسرعة كبيرة، وقد يظهر منافس قوي يقدم خدمات وأسعارا أفضل والنتيجة في هذه الحالة واضحة.
- التفاؤل الزائد
عند ظهور بوادر فشل بعض المشاريع، يُصِر أصحابها على الاستمرار و المواصلة، وغالبا ما يكون سبب استمرار المشروع هو التفاؤل بفرصة قادمة، أو بتحسِّن الوضع من دون أن يكون ذلك التفاؤل مرتبطا بحقائق ومعطيات مدروسة أو ظروف سوقية طارئة ستتغير بسرعة حسب معلومات مؤكدة، وهو ما يؤدي إلى استمرار استنزاف موارده المالية وقد ينتهى بتراكم ديون مالية تتطلب بضع سنوات لسدادها.
كانت هذه اسباب فشل المشاريع الصغيرة المنتشرة، ستساعدك معرفتها على تجنب الوقوع في الأخطاء الشائعة التي قد تبدو في الظاهر بسيطة. لذلك يجب أن تهتم بكل تفاصيل عملك ومشروعك صغيرها وكبيرها.. وليكن الاستمرار في التعلم و الإصرار والعمل المثابر هو سلاحك لتذليل كل العقبات وتجاوز جميع التحديات مهما كانت صعبة.